قال: وقد يصيح مع الصّبح البوم، والصدى والهام، والضّوع والخطاطيف، والعصافير، والحمّر «1» في ذلك الوقت أكثر من الدّيكة. قال الوليد بن يزيد في ذلك:
[من الهزج]
سليمى تيك في العير ... قفي إن شئت أو سيري «2»
فلما أن دنا الصّبح ... بأصوات العصافير
وقال كلثوم بن عمرو العتّابيّ: [من البسيط]
يا ليلة لي بحوّارين ساهرة ... حتّى تكلم في الصّبح العصافير «3»
فالعصافير والخطاطيف والحمّر «4» والحمام والضّوعان «5» وأصناف البوم كلّها تقوم مقام الديك. وقال ثعلبة بن صعير المازنيّ: [من الكامل]
أعمير ما يدريك أن رب فتية ... بيض الوجوه ذوي ندى ومآثر «6»
حسني الفكاهة لا تذمّ لحامهم ... سبطي الأكفّ لدى الحروب مساعر «7»
باكرتهم بسباء جون مترع ... قبل الصّباح وقبل لغو الطائر «8»
قال: ويقال لصوت الدّيكة الدّعاء. والزقاء، والهتاف، والصّراخ، والصّقاع.
وهو يهتف ويصقع ويزقو ويصرخ. وقال جران العود: [من الطويل]
تميل بك الدنيا ويغلبك الهوى ... كما مال خوّار النّقا المتقصف «9»
ونلغى كأنّا مغنم قد حويته ... وترغب عن جزل العطاء وتصدف
فموعدك الشّطّ الذي بين أهلنا ... وأهلك حتّى تسمع الديك يهتف