سيّارة» «1» ؛ لأنّه كان دفع بأهل الموسم على ذلك الحمار أربعين عاما.
وقالوا: «إن ذهب عير فعير في الرّباط» «2» . وقالوا في المديح لصاحب الرأي:
«جحيش وحده» «3» ، و «عيير وحده» «4» ، و «العير يضرط والمكواة في النّار» «5» ؛ وقالوا: «حمار يحمل أسفارا» «6» ، و «أضلّ من حمار أهله» «7» ، و «أخزى الله الحمار مالا لا يزكّى ولا يذكّى» «8» ، و «قد حيل بين العير والنّزوان» «9» .
فالذي مدح به أكثر؛ فقد وجدنا الحمار أبعد صوتا، ووجدناه يعرف من أوقات الليل ويميّز عددا معلوما إلى الصبح، إلّا أنّ له في الأسحار فضيلة.
والحمار أجهل الخلق، فليس ينبغي للدّيك أن يقضى له بالمعرفة والحمار قد ساواه في يسير علمه، ثم باينه أنّ الحمار أحسن هداية. والدّيك إن سقط على حائط جاره لم يحسن أن يهتدي إلى داره، وإن خرج من باب الدار ضلّ، وضلاله من أسفل كضلاله من فوق.
قال صاحب الديك: حدّثونا عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله