في القرية ديك غيره، وذلك هو في المواقيت. والعلّة التي لها يصقع في وقت بعينه شائعة فيها في ذلك الوقت. وليس كذلك الكلاب! قد تنبح الكلاب في الخريبة «1» وكلاب في بني سعد غير نابحة، وليس يجوز أن تكون ديكة المهالبة تصقع، وديكة المسامعة «2» ساكتة.
فإن أراد مريد بقوله إنّ الدّيكة تتجاوب، وعلى مثل قول العرب: هذه الجبال تتناظر، إذا كان بعضها قبالة بعض، وإذا كان الجبل من صاحبه بالمكان الذي لو كان إنسان رآه- جاز ذلك. وعلى هذا المثال قال النبيّ صلى الله عليه وسلم في نار المشركين ما قال، حيث قال: «لا تتراءى ناراهما» «3» ، ومع قول الشاعر:
لا تتراءى قبورهما
وقال ابن مقبل العجلانيّ: [من الطويل]
سل الدّار من جنبي حبّر فواهب ... وحيث يرى هضب القليب المضيّح «4»
وتقول العرب: إذا كانت بمكان كذا وكذا، حيث ينظر إليك الجبل فخذ عن يسارك أو عن يمينك.
وقال الرّاجز: [من الكامل]
وكما يرى شيخ الجبال ثبيرا