ومن إناث الكلاب ما تحمل خمس السنة، يعني اثنين وسبعين يوما، وإذا وضعت الجراء تكون عمياء اثنين وعشرين يوما.
ومن أصناف الكلاب ما يحمل ربع السنة، أعني ثلاثة أشهر، وتضع جراء وتبقى كذلك سبعة عشر يوما، ثمّ ترضع جراءها على عدد أيّامها التي لا تبصر فيها.
وزعم أنّ إناث الكلاب تحيض في كلّ سبعة أيام «1» ، وعلامة ذلك ورم أثفارها، ولا تقبل السفاد في ذلك الوقت، بل في السبعة التي بعدها ليكون ذلك تمام أربعة عشر يوما أكثر ما يكون، وربما كان كذلك لتمام ستّة عشر يوما.
قالوا: وإناث الكلاب تلقي بعد وضع الجراء رطوبة غليظة بلغميّة، وإذا وضعتها بعد الجراء اعتراها هزال، وكذلك عامّة الإناث. ولبنها يظهر في أطبائها قبل أن تضع بخمسة أيام أكثر ذلك. وربما كثر اللبن في أطبائها قبل ذلك بسبعة أيام، وربّما كان ذلك في مقدار أربعة أيام. ولبنها يظهر ويجود إذا وضعت من ساعتها. قال: فأمّا السلوقيّة فيظهر لبنها بعد حملها بثلاثين يوما، ويكون لبنها أوّل ما تضع غليظا، فإذا أزمن رقّ ودقّ. ولبن الكلاب يخالف لبن سائر الحيوان بالغلظ، بعد لبن الخنازير والأرانب.
وقد تكون علامة مبلغ سفادها مثل ما يعرض للنّساء من ارتفاع الثّديين.
ومعرفة ذلك عسيرة، وهذه علامات تظهر لأناث الكلاب. وذكورة الكلاب ترفع أرجلها وتبول لتمام ستّة أشهر، ومنها ما لا يفعل ذلك إلى أن يبلغ ثمانية أشهر، ومنها ما يعجّل قبل ذلك. قال: ونقول بقول عامّ إنّ الذكور تفعل ذلك إذا قويت، فأمّا الإناث فهي تبول مقعية، ومنها ما تشغر.
وأكثر ما تضع الكلبة اثنا عشر جروا، وذلك في الفرط، وأكثر ذلك الخمسة والسّتة، وربّما وضعت واحدا «2» . فأمّا إناث السلوقّية فهي تضع ثمانية أجراء، وإناثها وذكورها تسفد ما بقيت، ويعرض للكلاب السلوقيّة عرض خاصّ: وهي أنّها كلّما بقيت كانت أقوى على السّفاد.
وذكورة السلوقيّة تعيش عشر سنين، والإناث تعيش اثنتي عشرة سنة، وأكثر أجناس الكلاب تعيش أربع عشرة سنة. وبعض الأجناس تبقى عشرين سنة «3» .