والكلب الذي في السماء ذو الصّور.
ويقال: داء الكلب، وقد اعتراه في الطعام كلب، وقد كلب عليهم في الحرب، و «دماء القوم للكلبى شفاء» «1» .
ومنه الكلبة والكلبتان «2» والكلّاب «3» والكلّوب «4» ثمّ المكلّب والمكلب «5» وهذا مختلف مشتق من ذلك الأصل.
ومنه علّويه كلب المطبخ، وحمويه كلب الجنّ.
ولما شهد أبو علقمة المزنيّ عند سوّار بن عبد الله أو غيره من القضاة وتوقّف في قبول شهادته، قال له أبو علقمة: لم توقّفت في إجازة شهادتي؟ قال: بلغني أنّك تلعب بالكلاب والصّقور. قال: من خبّرك أنّي ألعب فقد أبطل، وإذا بلغك أنّي أصطاد بها فقد صدقك من أبلغك، وإنّي أخبرك أنّي جادّ في الاصطياد بها غير لاعب ولا هازئ، فقد وقف المبلّغ على فرق ما بين الجدّ واللّعب. قال: ما وقف ولا وقّفته عليه. فأجاز شهادته.
وقد قال الله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ
«6» فقال لنبيّه: قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ
«7» . فاشتقّ لكلّ صائد وجارح كاسب من باز، وصقر، وعقاب، وفهد، وشاهين، وزرّق «8» ، ويؤيؤ «9» ، وباشق، وعناق الأرض «10» ، من اسم الكلب. وهذا يدلّ على أنّه أعمّها نفعا، وأبعدها صيتا،