قال طفيل الغنويّ: [من الطويل]
أناس إذا ما أنكر الكلب أهله ... حموا جارهم من كلّ شنعاء مظلع «1»
يقول: إذا تكفّروا في السّلاح لم تعرفهم كلابهم.
ولم يدّع جميع أصحاب المعارف إلّا أنّ الكلب أشدّ ثباتا، وأصدق حسّا. وفي ذلك يقول الآخر: [من الطويل]
فلا ترفعي صوتا وكوني قصيّة ... إذا ثوّب الدّاعي وأنكرني كلبي «2»
يقول: إيّاك والصّراخ إذا عاينت الجيش.
وقوله: «أنكرني كلبي» ، يخبر أنّ سلاحه تامّ من الدّرع والمغفر والبيضة «3» .
فإذا تكفّر «4» بسلاحه أنكره كلبه فنبحه.
وأما قوله: [من المتقارب]
إذا خرس الفحل وسط الحجور ... وصاح الكلاب وعقّ الولد «5»
فأمّا قوله: إذا خرس الفحل، فإنّ الفحل [الحصان] «6» إذا عاين الجيش وبوارق السيوف، لم يلتفت لفت الحجور.
وأمّا قوله «7» : وصاح الكلاب. فإنّ الكلاب في تلك الحالة تنبح أربابها كما تنبح سرعان الخيل إليهم؛ لأنّها لا تعرفهم من عدوّهم.