الحيوان (صفحة 287)

باب آخر في الكلب وشأنه

293-[تفسير شعر قيل في الكلاب]

قال طفيل الغنويّ: [من الطويل]

أناس إذا ما أنكر الكلب أهله ... حموا جارهم من كلّ شنعاء مظلع «1»

يقول: إذا تكفّروا في السّلاح لم تعرفهم كلابهم.

ولم يدّع جميع أصحاب المعارف إلّا أنّ الكلب أشدّ ثباتا، وأصدق حسّا. وفي ذلك يقول الآخر: [من الطويل]

فلا ترفعي صوتا وكوني قصيّة ... إذا ثوّب الدّاعي وأنكرني كلبي «2»

يقول: إيّاك والصّراخ إذا عاينت الجيش.

وقوله: «أنكرني كلبي» ، يخبر أنّ سلاحه تامّ من الدّرع والمغفر والبيضة «3» .

فإذا تكفّر «4» بسلاحه أنكره كلبه فنبحه.

وأما قوله: [من المتقارب]

إذا خرس الفحل وسط الحجور ... وصاح الكلاب وعقّ الولد «5»

فأمّا قوله: إذا خرس الفحل، فإنّ الفحل [الحصان] «6» إذا عاين الجيش وبوارق السيوف، لم يلتفت لفت الحجور.

وأمّا قوله «7» : وصاح الكلاب. فإنّ الكلاب في تلك الحالة تنبح أربابها كما تنبح سرعان الخيل إليهم؛ لأنّها لا تعرفهم من عدوّهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015