مثله. فتلك الأدراص «1» وتلك الكلاب الصغار، أولاد ونتاج، وإن كان لا يبقى.
وقد تعلمون أنّ أولاد البغلات من البغال لا تبقى، وأن اللّقاح قد يقع، وإنما منع البغل من البغلة بهذه العلّة.
قال أبو اليقظان وغيره: كان الأسود بن أوس بن الحمّرة، أتى النّجاشيّ ومعه امرأته، وهي بنت الحارث أحد بني عاصم بن عبيد بن ثعلبة، فقال النجاشيّ:
لأعطينّك شيئا يشفي من داء الكلب. فأقبل حتّى إذا كان ببعض الطريق أتاه الموت، فأوصى امرأته أن تتزوّج ابنه قدامة بن الأسود، وأن تعلّمه دواء الكلب، ولا يخرج ذلك منهم إلى أحد، فتزوجته نكاح مقت «2» ، وعلّمته دواء الكلب، فهو إلى اليوم فيهم «3» .
فولد الأسود قدامة وولد قدامة المحلّ- وأمّه بنت الحارث- فكان المحلّ يداوي من الكلب. فولد المحلّ عقبة وعمرا، فداوى ابن المحل عتيبة بن مرداس، وهو ابن فسوة الشاعر، فبال مثل أجراء الكلب علقا، ومثل صور النّمل والأدراص فقال ابن فسوة حين برئ: [من الطويل]
ولولا دواء ابن المحلّ وعلمه ... هررت إذا ما النّاس هرّ كلابها «4»
وأخرج عبد الله أولاد زارع ... مولّعة «5» أكتافها وجنوبها
وأولاد زارع: الكلاب.
وأمّا قوله:
ولولا دواء ابن المحلّ وعلمه ... هررت............... .........
فإنّما ذهب إلى أنّ الذي يعضّه الكلب الكلب، ينبح نباح الكلاب ويهرّ هريرها.