إذا ما غزوا بالجيش حلّق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب
تراهنّ خلف القوم خزرا عيونها ... جلوس شيوخ في مسوك الأرانب
فأخذ هذا المعنى حميد بن ثور الهلالي فقال «1» : [من الطويل]
إذا ما غزا يوما رأيت عصابة ... من الطّير ينظرن الذي هو صانع
وقال آخر «2» : [من البسيط]
يكسو السيوف نفوس النّاكثين به ... ويجعل الرّوس تيجان القنا الذبل
قد عوّد الطّير عادات وثقن بها ... فهنّ يتبعنه في كلّ مرتحل
فقال الكميت كما ترى «3» : [من الوافر]
تحمّق وهي كيّسة الحويل
فزعم أن النّاس يحمقونها وهي كيّسة.
وقال بعض أصحابنا «4» : قيل لأعرابيّ: أتحسن أن تأكل الرّأس؟ قال: نعم.
قيل: وكيف تصنع به؟ قال: «أبخص «5» عينيه، وأسحى «6» خدّيه، وأعفص «7» أذنيه، وأفكّ لحييه، وأرمي بالمخّ إلى من هو أحوج منّي إليه» . قيل له: إنك لأحمق من ربع. قال: «وما حمق الرّبع؟! والله إنه ليجتنب العداوء «8» ويتبع أمّه في المرعى، ويراوح بين الأطباء، ويعلم أن حنينها رغاء، فأين حمقه» .
وحدث ابن الأعرابيّ عن هشام بن سالم، وكان هشام من رهط ذي الرّمّة،