الكثيرة، والأحساس اللّطيفة، لذكرنا الفيل والبعير، والذّرة والنملة، والذئب، والثعلب، والغرنوق، والنحلة، والعنكبوت، والحمام، والكلب.
وسنذكر على اسم الله تعالى بعض ما في البهائم والسّباع والطير من المعرفة، ثم نخصّ في هذا الكتاب المنسوبات إلى الموق، والمعروفات بالغباوة وقلة المعرفة، كالرّخمة والزنبور، والرّبع من أولاد الإبل، والنّسر من عظام الطير.
وقال المفضّل الضبيّ: قلت لمحمد بن سهل راوية الكميت: ما معنى قول الكميت «1» في الرّخمة: [من الوافر]
ذات اسمين والألوان شتّى ... تحمّق وهي كيّسة الحويل»
لها خبّ تلوذ به وليست ... بضائعة الجنين ولا مذول «3»
قال «4» : كأنّ معناه عندي حفظ فراخها، أو موضع بيضها، وطلب طعمها، واختيارها من المساكن ما لا يطوره «5» سبع طائر ولا ذو أربع. قال: فقلت: فأيّ كيس عند الرّخمة إلّا ما ذكرت، ونحن لا نعرف طائرا ألأم لؤما ولا أقذر طعمة، ولا أظهر موقا منها، حتى صارت في ذلك مثلا؟! فقال محمد بن سهل: «وما حمقها وهي تحضن بيضها، وتحمي فراخها، وتحبّ ولدها، ولا تمكّن إلّا زوجها، وتقطع في أوّل القواطع وترجع في أوّل الرواجع، [ولا تطير في التحسير، ولا تغترّ بالشكير، ولا تربّ «6» بالوكور ولا تسقط على الجفير» .
أمّا قوله: «تقطع في أول القواطع وترجع في أوّل الرواجع» ] «7» فإنّ الرّماة وأصحاب الحبائل والقنّاص إنما يطلبون الطير بعد أن يعلموا أنّ القواطع قد قطعت، فبقطع الرّخمة يستدلّون. فلا بدّ للرّخمة من أن تنجو سالمة إذا كانت أوّل طالع عليهم.