وأنكر الكلب أهله ورأى الشّرّ ... وطاح المروّع الفرق [1]
وقال النابغة [2] : [من الكامل]
سهكين من صدإ الحديد كأنّهم ... تحت السّنوّر جنّة البقّار
وقال بشار بن برد: [من الطويل]
يطيّب ريح الخيزرانة بينهم ... على أنّها ريح الدّماء تضوع
(سنقول في الشهب وفي استراق السمع [3] ) وإنّما تركنا جمعه في مكان واحد، لأنّ ذلك كان يطول على القارئ. ولو قد قرأ فضل الإنسان على الجانّ، والحجّة على من أنكر الجانّ- لم يستثقله، لأنّه حينئذ يقصد إليه على أنّه مقصور على هذا الباب، فإذا أدخلناه في باب القول في صغار الوحش، والسّباع، والهمج، والحشرات، فإذا ابتدأ القراءة على ذلك استطال كلّ قصير إذا كان من غير هذا المعنى.
قالوا: زعمتم أنّ الله تعالى قال: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ
[4] ، وقال تعالى: وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ
، [5] وقال تعالى: وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ
[4] ونحن لم نجد قطّ كوكبا خلا مكانه، فما ينبغي أن يكون واحد من جميع هذا الخلق، من سكّان الصحارى، والبحار. ومن يراعي النّجوم للاهتداء، أو يفكّر في خلق السموات أن يكون يرى كوكبا واحدا زائلا، مع قوله: وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ
[4] .
قيل لهم: قد يحرّك الإنسان يده أو حاجبه أو إصبعه، فتضاف تلك الحركة إلى كلّه، فلا يشكّون أنّ الكلّ هو العامل لتلك الحركة، ومتى فصل شهاب من كوكب، فأحرق وأضاء في جميع البلاد. فقد حكم كلّ إنسان بإضافة ذلك الإحراق إلى الكوكب. وهذا جواب قريب سهل. والحمد لله.
ولم يقل أحد: إنّه يجب في قوله: وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ
[4] أنّه يعني