تخال به السّمع الأزلّ كأنّه ... إذا ما عدا.....
(البيت)
ويقولون: إن الضبع إذا هلكت قام بشأن جرائها الذّئب وقال الكميت [1] : [من الطويل]
كما خامرت في حضنها أمّ عامر ... لذي الحبل حتّى عال أوس عيالها [2]
وأنشد أبو عبيدة في ذلك شعرا فسّر به المعنى، وهو قوله [3] : [من البسيط]
والذّئب يغذو بنات الذّيخ نافلة ... بل يحسب الذّئب أنّ النّجل للذّيب
يقول: لكثرة ما بين الذئاب والضباع من التّسافد يظن الذّئب أنّ أولاد الضبع أولاده.
والأمر في الأعراب عجب في أكل السّباع والحشرات، فمنهم من يظهر استطابتها، ومنهم من يفخر بأكلها، كالّذي يقول [4] : [من الطويل]
أيا أمّ عمرو ومن يكن عقر داره ... جوار عديّ يأكل الحشرات
وأمّا قوله:
40- «لا ترد الماء أفاعي النّقا ... لكنّها يعجبها الخمر
41- وفي ذرى الحرمل ظلّ ... إذا علا واحتدم الهجر»
فإن من العجب أنّ الأفعى لا ترد الماء ولا تريده، وهي مع هذا إذا وجدت الخمر شربت حتّى تسكر حتّى ربّما كان ذلك سبب حتفها [5]