والأعراب تجعل الخوافي والمستجنّات، من قبل أن ترتّب المراتب، جنسين، يقولون جنّ وحنّ، بالجيم والحاء. وأنشدوا [1] : [من الرجز]
أبيت أهوي في شياطين ترنّ ... مختلف نجواهم حنّ وجنّ [2]
ويجعلون الجنّ فوق الحنّ. وقال أعشى سليم: [من الطويل]
فما أنا من جنّ إذا كنت خافيا ... ولست من النّسناس في عنصر البشر
ذهب إلى قول من قال: البشر ناس ونسناس، والخوافي حنّ وجنّ. يقول: أنا من أكرم الجنسين حيثما كنت.
وضعفة النسّاك وأغبياء العبّاد، يزعمون أنّ لهم خاصّة شيطانا قد وكّل بهم، ويقال له «المذهب» يسرج لهم النّيران، ويضيء لهم الظّلمة ليفتنهم وليريهم العجب إذا ظنّوا أنّ ذلك من قبل الله تعالى.
وفي الحديث أنّ الشّيطان الذي قد تفرّد بحفظة القرآن ينسيهم القرآن، يسمى خنزب [3] ، وهو صاحب عثمان بن أبي العاص.
قال: وأما الخابل والخبل، فإنما ذلك اسم للجنّ الذين يخبلون النّاس بأعيانهم، دون غيرهم. وقال الشّاعر [4] : [من الطويل]
تناوح جنّان بهنّ وخبّل
كأنّه أخرج الذين يخبلون ويتعرّضون، ممّن ليس عنده إلّا العزيف والنّوح.
وفصل أيضا لبيد بينهم فقال [5] : [من الطويل]