أرى عاديا الم يمنع الموت ربّه ... وورد بتيماء اليهوديّ أبلق
بناه سليمان بن داود حقبة ... له جندل صمّ وطيّ موثّق
وكما يقولون [1] : قنفذ برقة، وضبّ سحا، وأرنب الخلّة، وذئب خمر فيفرقون بينها وبين ما ليست كذلك إمّا في السّمن، وإمّا في الخبث، وإمّا في القوة- فكذلك أيضا يفرقون بين مواضع الجن. فإذا نسبوا الشّكل منها إلى موضع معروف، فقد خصّوه من الخبث والقوة والعرامة بما ليس لجملتهم وجمهورهم. قال لبيد [2] :
[من الكامل]
غلب تشذّر بالذّحول كأنّها ... جنّ البديّ رواسيا أقدامها [3]
وقال النّابغة [4] : [من الكامل]
سهكين من صدإ الحديد كأنّهم ... تحت السّنوّر جنّة البقّار [5]
وقال زهير [6] : [من الطويل]
عليهنّ فتيان كجنّة عبقر ... جديرون يوما أن ينيفوا فيستعلوا
وقال حاتم [7] : [من الطويل]
عليهنّ فتيان كجنّة عبقر ... يهزّون بالأيدي الوشيج المقوّما [8]