الحيوان (صفحة 1361)

ما زلت أطوي الجنّ أسمع حسّهم ... حتّى دفعت إلى ربيبة هودج

فوضعت كفّي عند مقطع خصرها ... فتنفّست بهرا ولمّا تنهج [1]

فتناولت رأسي لتعرف مسّه ... بمخضّب الأطراف غير مشنّج [2]

قالت بعيش أخي وحرمة والدي ... لأنبّهنّ الحيّ إن لم تخرج

فخرجت خيفة قومها فتبسّمت ... فعلمت أنّ يمينها لم تلجج [3]

فلثمت فاها قابضا بقرونها ... شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج [4]

وأنشدني آخر [5] : [من الطويل]

ذهبتم فعذتم بالأمير وقلتم ... تركنا أحاديثا ولحما موضّعا [6]

فما زادني إلّا سناء ورفعة ... ولا زادكم في القوم إلّا تخشّعا

فما نفرت جنّي ولا فلّ مبردي ... وما أصبحت طيري من الخوف وقّعا [7]

وقال حسّان بن ثابت، في معنى قوله [8] : «ولله لأضربنّه حتّى أنزع من رأسه شيطانه» ، فقال [9] : [من المتقارب]

وداوية سبسب سملق ... من البيد تعزف جنّانها [10]

قطعت بعيرانة كالفني ... ق يمرح في الآل شيطانها [11]

فجمع في هذا البيت تثبيت عزيف الجن، وأنّ المراح والنشاط والخيلاء والغرب [12] هو شيطانها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015