أهذا خليل الغول والذّئب والذي ... يهيم بربّات الحجال الكواهل [1]
رأت خلق الأدراس أشعث شاحبا ... على الجدب بسّاما كريم الشّمائل [2]
تعوّد من آبائه فتكاتهم ... وإطعامهم في كلّ غبراء شامل [3]
إذا صاد صيدا لفّه بضرامه ... وشيكا ولم ينظر لنصب المراجل [4]
ونهسا كنهس الصقر ثم مراسه ... بكفيّه رأس الشّيخة المتمايل [5]
فلم يسحب المنديل بين جماعة ... ولا فاردا مذ صاح بين القوابل
ومما قال في هذا المعنى [6] : [من الطويل]
علام ترى ليلى تعذّب بالمنى ... أخا قفرات كان بالذئب يأنس
وصار خليل الغول بعد عداوة ... صفيّا وربّته القفار البسابس
وقال في هذا المعنى [7] : [من الطويل]
فلولا رجال يا منيع رأيتهم ... لهم خلق عند الجوار حميد
لنالكم مني نكال وغارة ... لها ذنب لم تدركوه بعيد
أقلّ بنو الإنسان حتّى أغرتم ... على من يثير الجنّ وهي هجود
وقال ابن الأعرابي: وعدت أعرابيّة أعرابيّا أن يأتيها، فكمن في عشرة [8] كانت بقربهم، فنظر الزّوج فرأى شبحا في العشرة، فقال لامرأته: يا هنتاه [9] إنّ إنسانا ليطالعنا من العشرة! قالت: مه يا شيخ، ذاك جانّ العشرة! إليك عنّي وعن ولدي!!