أرنّت بلحن بعد لحن وأوقدت ... حواليّ نيرانا تلوح وتزهر
وأصبحت كالوحشيّ يتبع ما خلا ... ويترك مأبوس البلاد المدعثر [1]
وقال في هذا الباب في كلمة له، وهذا أولها [2] : [من الطويل]
أذقني طعم الأمن أو سل حقيقة ... عليّ فإن قامت ففصّل بنانيا
خلعت فؤادي فاستطير فأصبحت ... ترامى بي البيد القفار تراميا
كأني وآجال الظّباء بقفرة ... لنا نسب نرعاه أصبح دانيا [3]
رأين ضئيل الشّخص يظهر مرّة ... ويخفى مرارا ضامر الجسم عاريا
فأجفلن نفرا ثمّ قلن ابن بلدة ... قليل الأذى أمسى لكنّ مصافيا
ألا يا ظباء الوحش لا تشهرنّني ... وأخفينني إذ كنت فيكن خافيا
أكلت عروق الشّرى معكنّ والتوى ... بحلقي نور القفر حتّى ورانيا [4]
وقد لقيت مني السّباع بليّة ... وقد لاقت الغيلان منّي الدّواهيا
ومنهنّ قد لاقيت ذاك فلم أكن ... دجبانا إذا هول الجبان اعترانيا
أذقت المنايا بعضهنّ بأسهمي ... وقدّدن لحمي وامتشقن ردائيا [5]
أبيت ضجيع الأسود الجون في الهوى ... كثيرا وأثناء الحشاش وساديا [6]
إذا هجن بي في جحرهنّ اكتنفنني ... فليت سليمان بن وبر يرانيا [7]
فما زلت مذ كنت ابن عشرين حجة ... أخا الحرب مجنيّا عليّ وجانيا
ومما ذكر فيه الغيلان قوله [8] : [من الطويل]
نقول وقد ألممت بالإنس لمّة ... مخضّبة الأطراف خرس الخلاخل [9]