لبدؤوا بعليّ بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب وبأبي بكر وعمر في زمانهم وبغيلان والحسن في دهرهما وبواصل وعمرو في أيامهما.
وقد فرق بين الغول والسّعلاة عبيد بن أيّوب، حيث يقول [1] : [من الطويل]
وساخرة منّي ولو أنّ عينها ... رأت ما ألاقيه من الهول جنّت
أزلّ وسعلاة وغول بقفرة ... إذا اللّيل وارى الجنّ فيه أرنّت [2]
وهم إذا رأوا المرأة حديدة الطّرف والذّهن، سريعة الحركة، ممشوقة ممحّصة [3] قالوا: سعلاة وقال الأعشى [4] : [من الخفيف]
ورجال قتلى بجنبي أريك ... ونساء كأنهنّ السّعالي [5]
ويقولون: تزوّج عمرو بن يربوع السّعلاة. وقال الرّاجز [6] : [من الرجز]
يا قاتل الله بني السّعلاة ... عمرو بن يربوع شرار النّات
وفي تلوّن الغول يقول عبّاس بن مرداس السّلميّ [7] : [من البسيط]
أصابت العام رعلا غول قومهم ... وسط البيوت ولون الغول ألوان
وهم يتأوّلون قوله عز ذكره: وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ
[8] .
وقوله عز وجل: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ*
[9] . قالوا: فلو كان الجانّ لم يصب منهنّ قطّ، ولم يأتهنّ، ولا كان ذلك مما يجوز بين الجن وبين النساء الآدميات- لم يقل ذلك.