فإنما ذهب إلى أحكام الإسلام. كأنه قد كان لقى من المنكب والعريف جهدا. وهم ثلاثة: منكب [1] ، ونقيب، وعريف. وقال جبيهاء الأشجعيّ: [من الوافر]
رعاع عاونت بكرا عليه ... كما جعل العريف على النّقيب
وأما قوله: [الخفيف]
10- «وتزوّجت في الشّبيبة غولا ... بغزال وصدقتي زقّ خمر»
فالغول اسم لكلّ شيء من الجن يعرض للسّفّار، ويتلوّن في ضروب الصّور والثّياب، ذكرا كان أو أنثى. إلّا أنّ أكثر كلامهم على أنّه أنثى [2] .
وقد قال أبو المطراب عبيد بن أيّوب العنبريّ [3] : [من الوافر]
وحالفت الوحوش وحالفتني ... بقرب عهودهنّ وبالبعاد
وأمسى الذّئب يرصدني مخشّا ... لخفّة ضربتي ولضعف آدي [4]
وغولا قفرة ذكر وأنثى ... كأنّ عليهما قطع البجاد [5]
فجعل في الغيلان الذّكر والأنثى. وقد قال الشّاعر في تلوّنها [6] : [من البسيط]
فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلوّن في أثوابها الغول
فالغول ما كان كذلك، والسّعلاة اسم الواحدة من نساء الجن إذا لم تتغوّل لتفتن السّفّار.
قالوا: وإنما هذا منها على العبث، أو لعلّها أن تفزّع إنسانا جميلا فتغيّر عقله، فتداخله عند ذلك، لأنّهم لم يسلّطوا على الصّحيح العقل، ولو كان ذلك إليهم