الحيوان (صفحة 1312)

وقال أبو الهنديّ، من ولد شبث بن ربعيّ [1] : [من المتقارب]

أكلت الضّباب فما عفتها ... وإنّي لأهوى قديد الغنم [2]

وركّبت زبدا على تمرة ... فنعم الطّعام ونعم الأدم [3]

وسمن السّلاء وكمء القصيص ... وزين السّديف كبود النّعم [4]

ولحم الخروف حنيذا وقد ... أتيت به فائرا في الشّبم [5]

فأمّا البهطّ وحيتانكم ... فما زلت منها كثير السّقم [6]

وقد نلت ذاك كما نلتم ... فلم أر فيها كضبّ هرم

وما في البيوض كبيض الدّجاج ... وبيض الجراد شفاء القرم

ومكن الضّباب طعام العريب ... ولا تشتهيه نفوس العجم [7]

وإلى هذا المعنى ذهب جران العود، حين أطعم ضيفه ضبّا، فهجاه ابن عمّ له كان يغمز في نسبه، فلما قال في كلمة له [8] : [من الوافر]

وتطعم ضيفك الجوعان ضبّا ... وتأكل دونه تمرا بزبد

وقال في كلمة له أخرى [8] : [من الوافر]

وتطعم ضيفك الجوعان ضبّا ... كأنّ الضّبّ عندهم عريب

قال جران العود [8] : [من الوافر]

فلولا أنّ أصلك فارسيّ ... لما عبت الضّباب ومن قراها

قريت الضيف من حبّي كشاها ... وأيّ لويّة إلّا كشاها [9]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015