والضّبّ إذا خدع في جحره وصف عند ذلك بالخبث والمكر، ولذلك قال الشاعر: [من البسيط]
إنّا منينا بضبّ من بني جمح ... يرى الخيانة مثل الماء بالعسل
وأنشد أبو عصام [1] : [من الطويل]
إنّ لنا شيخين لا ينفعاننا ... غنيّين لا يجدي علينا غناهما
كأنّهما ضبّان ضبّا مغارة ... كبيران غيداقان صفر كشاهما [2]
فإن يحبلا لا يوجدا في حبالة ... وإن يرصدا يوما يخب راصداهما
ولذلك شبّهوا الحقد الكامن في القلب، الذي يسري ضرره، وتدبّ عقاربه بالضّبّ، فسمّوا ذلك الحقد ضبّا. قال معن بن أوس: [من الطويل]
ألا من لمولى لا يزال كأنّه ... صفا فيه صدع لا يدانيه شاعب [3]
تدبّ ضباب الغشّ تحت ضلوعه ... لأهل النّدى من قومه بالعقارب
وقال أبو دهبل الجمحيّ [4] : [من البسيط]
فاعلم بأنّي لمن عاديت مضطغن ... ضبّا وإنّى عليك اليوم محسود
وأنشد ابن الأعرابيّ [5] : [من الرجز]
يا ربّ مولى حاسد مباغض ... عليّ ذي ضغن وضبّ فارض [6]
له قروء كقروء الحائض