الحيوان (صفحة 1299)

وفي البرّ من ذئب وسمع وعقرب ... وثرملة تسعى وخنفسة تسري [1]

وقد قيل في الأمثال إن كنت واعيا ... عذيرك، إنّ الضّبّ يحبل بالتمر

وسنفسّر معاني هذه الأبيات إذا كتبنا القصيدتين على وجوههما [2] بما يشتملان عليه من ذكر الغرائب والحكم، والتّدبير والأعاجيب التي أودع الله تعالى أصناف هذا الخلق، ليعتبر معتبر، ويفكر مفكر، فيصير بذلك عاقلا عالما، وموحّدا مخلصا.

1712-[طول ذماء الضب]

والدّليل على ما ذكرنا من تفسير قولهم: الضّبّ أطول شيء ذماء [3] ، قولهم:

«إنّه لأحيا من ضبّ» [4] ، لأنّ حارشه ربّما ذبحه فاستقصى فري الأوداج، ثم يدعه، فربما تحرك بعد ثلاثة أيام.

وقال أبو ذؤيب الهذلي [5] : [من الكامل]

ذكر الورود بها وشاقى أمره ... شؤما وأقبل حينه يتتبّع

فأبدّهنّ حتوفهنّ فهارب ... بذمائه أو ساقط متجعجع

وكان النّاس يروون: «فهارب بدمائه» يريدون من الدم. وكانوا يكسرون الدال، حتى قال الأصمعيّ: «بذمائه» معجمة الذال مفتوحة وقال كثير [6] : [من الكامل]

ولقد شهدت الخيل يحمل شكّتي ... متلمّظ خذم العنان بهيم [7]

باقي الذماء إذا ملكت مناقل ... وإذا جمعت به أجشّ هزيم [8]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015