وقال كثيّر [1] : [من المتقارب]
فإن شئت قلت له صادقا ... وجدتك بالقفّ ضبّا جحولا
من اللاء يحفرن تحت الكدى ... ولا يبتغين الدّماث السّهولا
وقال دريد بن الصّمّة [2] : [من الطويل]
وجدنا أبا الجبّار ضبّا مورّشا ... له في الصّفاة برثن ومعاول
له كدية أعيت على كلّ قانص ... ولو كان منهم حارشان وحابل
ظللت أراعي الشمس لولا ملالتي ... تزلّع جلدي عنده وهو قائل [3]
وأنشد لدريد بن الصمة [4] : [من الطويل]
وعوراء من قيل امرىء قد رددتها ... بسالمة العينين طالبة عذرا [5]
ولو أنني إذ قالها قلت مثلها ... وأكثر منها، أورثت بيننا غمرا
فأعرضت عنها وانتظرت به غدا ... لعلّ غدا يبدي لمنتظر أمرا
لأخرج ضبّا كان تحت ضلوعه ... وأقلم أظفارا أطال بها الحفرا
وقال أوس بن حجر، في أكل الصّخر للأظفار [6] : [من الطويل]
فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكّلا
وقد أكلت أظفاره الصّخر، كلّما ... تعايا عليه طول مرقى توصّلا
فقد وصفوا الضّبّ كما ترى، بأنه لا يحفر إلّا في كدية، ويطيل الحفر حتّى تفنى براثنه، ويتوخّى به الارتفاع عن مجاري السّيل والمياه، وعن مدق الحوافر، لكيلا ينهار عليه بيته.