وفي صدق القطاة يقول الشاعر [1] : [من الطويل]
وصادقة ما خبّرت قد بعثتها ... طروقا وباقي الليل في الأرض مسدف
ولو تركت نامت، ولكن أعشّها ... أذى من قلاص كالحنيّ المعطّف [2]
وتقول العرب: «لو ترك القطا لنام» [3] . ويقال: أعششت القوم إعشاشا: إذا نزلت بهم وهم كارهون لك فتحوّلوا عن منزلهم.
وقال الكميت [4] : [من البسيط]
لا تكذب القول إن قالت قطا صدقت ... إذ كلّ ذي نسبة لابد ينتحل
وقال مزاحم العقيليّ [5] ، في تجاوب القطاة وفرخها: [من الطويل]
فنادت وناداها، وما اعوجّ صدرها ... بمثل الذي قالت له لم يبدّل.
والقطاة لم ترد اسم نفسها، ولكن الناس سموها بالحروف التي تخرج من فيها، وزاد في ذلك أنها على أبنية كلام العرب، فجعلوها صادقة ومخبرة، ومريدة وقاصدة.
ويقال سرب نساء، وسرب قطا، وسرب ظباء. كل ذلك بكسر السين وإسكان الراء. فإذا كان من الطريق والمذهب قالوا: خلّ سربه. و: فلان خليّ السّرب؛ بفتح السين وإسكان الراء. وهذا عن يونس بن حبيب. وقال الشاعر: [من البسيط]
أما القطاة فإنّي سوف أنعتها ... نعتا يوافق نعتي بعض ما فيها