وذلك أنها قد كانت قبل ذلك الوقت تشرب من الغدر، فلما أفرخت صافت، فاحتاجت إلى طلب الماء من مكان بعيد، فذلك أسرع لها.
ويشبّه مشي المرأة إذا كانت سمينة غير خرّاجة طوّافة بمشي القطاة في القرمطة والدّلّ. وقال ابن ميّادة [1] : [من البسيط]
إذا الطّوال سدون المشي في خطل ... قامت تريك قواما غير ذي أود [2]
تمشي ككدريّة في الجوّ فاردة ... تهدي سروب قطا يشربن بالثّمد [3]
وقال جران العود [4] : [من الطويل]
فلمّا رأين الصّبح بادرن ضوءه ... رسيم قطا البطحاء، أو هنّ أقطف
وقال الكميت [5] : [من الكامل]
يمشين مشي قطا البطاح تأوّدا ... قبّ البطون رواجح الأكفال
وقال الآخر [6] في غير هذا المعنى: [من الوافر]
كأنّ القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامريّة أو يراح
قطاة غرّها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح
وقال آخر [7] : [من الطويل]
وكنّا كزوج من قطا بمفازة ... لدى خفض عيش ونق مورق رغد
فخانهما ريب الزّمان فأفردا ... ولم تر عيني قطّ أقبح من فرد