والعنز هي التي ترتضع من خلفها وهي محفَّلة [1] ، حتى تأتي على أقصى لبنها، وهي التي تنزع الوتد وتقلب المعلف، وتنثر ما فيه.
وإذا ارتعت الضائنة [2] والماعزة في قصيل [3] ، نبت ما تأكله الضائنة [2] ، ولا ينبت ما تأكله الماعزة، لأن الضائنة تقرض بأسنانها وتقطع، والماعزة تقبض عليه فتثيره وتجذبه، وهي في ذلك تأكله. ويضرب بها المثل بالموق [4] في جلبها حتفها على نفسها. وقال الفرزدق [5] : [من الطويل]
فكانت كعنز السّوء قامت بظلفها ... إلى مدية تحت التّراب تثيرها
وقال الشاعر [6] : [من الطويل]
لعمرك ما تدري فوارس منقر ... أفي الرأس أم في الإست تلقى الشّكائم [7]
وألهى بني حمّان عسب عتودهم ... عن المجد حتى أحرزته الأكارم
وذلك أن بني حمّان تزعم أن تيسهم قرع شاة بعد أن ذبح وأنه ألقحها [8] .
قالوا: في الضأن أعجوبة؛ وذلك أن النعجة ربما عظمت أليتها حتى تسقط على الأرض، ويمنعها ذلك من المشي، فعند الكبش رفق في السّفاد، وحذق لم يسمع بأعجب منه، وذلك أنه يدنو منها ويقف منها موقفا يعرفه، ثم يصكّ [9] أحد جانبي الألية بصدره، بمقدار من الصكّ يعرفه، فيفرج عن حياها [10] المقدار الذي لا يعرفه غيره، ثم يسفدها في أسرع من اللّمح.