وقال أميّة بن أبي الصّلت [1] : [من البسيط]
شاحين آباطهم لم ينزعوا تفثا ... ولم يسلّوا لهم قملا وصئبانا [2]
ويروى: «لم يقربوا تفثا» قال الله عزّ وجلّ: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ
[3] . وما أقل ما ذكروا التّفث في الأشعار.
والتلبيد: أن يأخذ شيئا من خطميّ وآس وسدر، وشيئا من صمغ فيجعله في أصول شعره وعلى رأسه، كي يتلبد شعره ولا يعرق ويدخله الغبار، ويخمّ فيقمل.
وكانوا يكرهون تسريح الشعر وقتل القمل. فكان ذلك العمل يقلّ معه القمل.
وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لكعب بن عجرة: هل آذاك هوامّ رأسك؟!» [4]
وقال ابن الكلبيّ [5] : عيّرت هوازن وأسد بأكل القرّة [6] . وهما بنو القملة.
وذلك أن أهل اليمن كانوا إذا حلقوا رؤوسهم بمنى وضع كل رجل منه على رأسه قبضة من دقيق. فإذا حلقوا رؤوسهم سقط ذلك الشّعر مع ذلك الدقيق، ويجعلون الدقيق صدقة. فكان ناس من الضّركاء [7] وفيهم ناس من قيس وأسد، يأخذون ذلك الشعر بدقيقه، فيرمون بالشعر، وينتفعون بالدقيق.
وأنشد لمعاوية بن أبي معاوية الجرميّ، في هجائهم [8] : [من الطويل]