وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال [1] : «دخلت امرأة ممن كان قبلكم النار في هرّة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تصيب من خشاش الأرض [2] ، حتى ماتت فأدخلت النار، كلما أقبلت نهشتها، وكلما أدبرت نهشتها» .
قال: وذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، صاحب المحجن يجرّ قصبه [3] في النار حتى قال [4] :
«وحتى رأيت فيها صاحبة الهرّة التي ربطتها، فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض» .
قال ابن يسير في صفة السّنّور- فوصفه بصفة الأسد، إلا ما وصفه به من التنمير، فإن السنور يوصف بصفة الأسد، إذا أرادوا به الصورة والأعضاء، والوثوب والتخلّع في المشي. ألا إن في السنانير السود والنّمر والبلق [5] ، والخلنجيّة [6] . وليس في ألوان الأسد من ذلك شيء، إلا كما ترون في النوادر: من الفأرة البيضاء، والفاختة البيضاء، والورشان الأبيض، والفرس الأبيض- فقال ابن يسير في دعائه على حمام ذلك الجار حين انتهى إلى ذكر السنور [7] : [من الكامل]
وخبعثن في مشيه متبهنس ... خطف المؤخّر كامل التصدير [8]
مما أعير مفرّ أغضف ضيغم ... عن كلّ أعصل كالسّنان هصور [9]
متسربل ثوب الدّجى أو غبشة ... شيبت على متنيه بالتّنمير [10]