أنه كالشيء الذي لا يخاف جانبه، وحتى يظنّ العصفور أنه سارية، فيسقط عليه.
وذكر عمر بن الفضل، عن الأعمش، عن يزيد بن حيّان قال [1] : كان عيسى بن عقبة إذا سجد وقعت العصافير على ظهره؛ من طول سجوده.
وكان محمد بن طلحة يسجد حتى إن العصافير ليسقطن على ظهره ما يحسبنه إلا حائطا.
وفي المثل: أنّ شيخا نصب للعصافير فخّا، فارتبن به وبالفخ، وضربه البرد، فكلما مشى إلى الفخّ وقد انضمّ على عصفور، فقبض عليه ودقّ جناحه، وألقاه في وعائه، دمعت عينه مما كان يصكّ وجهه من برد الشّمال. قال: فتوامرت [2] العصافير بأمره وقلن: لا بأس عليكنّ، فإنه شيخ صالح رحيم رقيق الدّمعة! قال: فقال عصفور منها: لا تنظروا إلى دموع عينيه، ولكن انظروا إلى عمل يديه!
ومن أمثال العامّة للشيء تتعرّفه بغير مؤونة: «الحجر مجّان [3] ، والعصفور مجّان!» .
قال: ويقال عصفور وعصفورة. وأنشد قوله [4] : [من الطويل]
ولو أنها عصفورة لحسبتها ... مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما [5]
وقال في هذا المعنى جرير، وإن لم يكن ذكر العصفور، حيث يقول [6] : [من الكامل]