وأنشد الآخر [1] : [من الوافر]
أيذهب ما جمعت صريم سحر ... ظليفا، إنّ ذا لهو العجيب [2]
كذبتم والّذي رفع المعالي ... ولمّا يخضب الأسل الخضيب [3]
وإذا وصفوا شدّة الحرّ، وصفوا كيف يوفي [4] الحرباء على العود والجذل [5] ، وكيف تلجأ العصافير إلى جحرة الضّباب [6] من شدة الحرّ.
وقال أبو زبيد [7] : [من الخفيف]
أيّ ساع سعى ليقطع شربي ... حين لاحت للصّابح الجوزاء [8]
واستكنّ العصفور كرها مع الضّ ... بّ وأوفى في عوده الحرباء
ونفى الجندب الحصى بكراعي ... هـ وأذكت نيرانها المعزاء [9]
من سموم كأنّها لفح نار ... صقرتها الهجيرة الغرّاء [10]
وأنشدوا [11] : [من الطويل]
تجاوزت والعصفور في الجحر لاجئ ... مع الضّبّ والشّقذان تسمو صدورها
قال: الشّقذان [12] : الحرابيّ. قوله: «تسمو» أي ترتفع على رأس العود. والواحد من الشّقذان شقذان، بتحريك القاف وفتح الشين.