حفظت لها السرّ الذي كان بيننا ... ولا يحفظ الأسرار إلا أمينها
وقال رجل من بني سعد [1] : [من الوافر]
إذا ما ضاق صدرك عن حديث ... فأفشته الرجال فمن تلوم
إذا عاتبت من أفشى حديثي ... وسرّي عنده فأنا الظلوم
وإني حين أسأم حمل سرّي ... وقد ضمّنته صدري سؤوم
ولست محدّثا سرّي خليلا ... ولا عرسي، إذا خطرت هموم
وأطوي السرّ دون الناس، إني ... لما استودعت من سرّ كتوم
قال: وقيل لشيخ: ويحك هاهنا ناس يسرق أحدهم خمسين سنة، ويزني خمسين سنة، ويصنع العظائم خمسين سنة، وهو في ذلك كله مستور جميل الأمر، وأنت إنما لطت منذ خمسة أشهر، وقد شهرت به في الآفاق! قال: بأبي أنت. ومن يكون سرّه عند الصّبيان أيّ شيء تكون حاله!
أبو الحسن، عن محمد بن القاسم الهاشمي قال: قال العباس بن عبد المطلب لعبد الله ابنه: «يا بنيّ أنت أعلم منّي، وأنا أفقه منك، إن هذا الرجل يدنيك- يعني عمر بن الخطاب- فاحفظ عني ثلاثا: لا تفش له سرّا، ولا تغتابنّ عنده أحدا، ولا يطّلعنّ منك على كذبة» .
قال [2] : سئل ابن أبي بكرة: أيّ شيء أدوم إمتاعا؟ قال: المنى.
قال [3] : وقال يزيد بن معاوية على منبره: ثلاث يخلقن العقل، وفيها دليل على الضّعف: سرعة الجواب، وطول التمنّي، والاستغراق في الضّحك!