الحيوان (صفحة 1038)

باب في مديح النصارى واليهود والمجوس والأنذال وصغار الناس

من ذلك ما هو مديح رغبة، ومنه ما هو إحماد [1] .

أنشدنا أبو صالح مسعود بن قند الفزاريّ، في ناس خالطهم من اليهود: [من الوافر]

وجدنا في اليهود رجال صدق ... على ما كان من دين يريب [2]

لعمرك إنّني وابني عريض ... لمثل الماء خالطه الحليب

خليلان اكتسبتهما وإني ... لخلّة ماجد أبدا كسوب

وقال أبو الطّمحان الأسديّ، وكان نديما لناس من بني الحدّاء وكانوا نصارى، فأحمد ندامهم فقال [3] : [من الطويل]

كأن لم يكن في القصر مقاتل ... وزورة ظلّ ناعم وصديق [4]

ولم أرد البطحاء أمزج ماءها ... بخمر من البرّوقتين عتيق [5]

معي كلّ فضفاض القميص كأنه ... إذا ما جرى فيه المدام فنيق [6]

بنو الصّلت والحدّاء كلّ سميدع ... له في العروق الصالحات عروق [7]

وإني وإن كانوا نصارى أحبّهم ... ويرتاح قلبي نحوهم ويتوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015