أو عفوت لما هنوت، فهل من متصدق على بائس فقير، مثقل من الذنوب وقير، بصدقة من حل، تفكه من الغل، أو دعوة مثابة، يرجى له بها الإجابة، إن الله يجزي المتصدقين ويثيب المتقين.
نحن بنو آدم وحواء، لأب وأم في الولادة سواء، فما فضل أخ على أخيه، إلا بالعمل الصالح وتوخيه، كلنا لله عبيد أكرمنا عنده من اتقاه، وصان وجهه عن حر النار ووقاه، لا نسأل يوم القيامة عن نسب، كل يؤخذ بما اجترح واكتسب، نجا المخفون، وأمن الخائفون، أفلح من أخلص النيه، قبل هجوم المنيه، وبنك أساب الأمل، ووصل حبال العمل، وشغله ذكر المعاد، عن ذكر هند وسعاد.
اللهم قد علمت السرائر، وحفظت الجرائر، فأمنى من الخيفه، وامح سيئاتي من الصحيفة، بقبول هذه التوبه، والتجاوز عن الحوبه.
اللهم إني غير قائم بشكرك، ولا آمن لمكرك، لا يجير عليك أحد، ولا لمخلوق دونك ملتحد، وقد استجرت من عذابك بكرمك، ومن بطشك بحلمك، وهربت منك إليك، وجعلت توكلي عليك، وقرعت باب فضلك بالسؤال، وطلب ما عندك من النوال، وجعلت جودك لي إليك شافعاً، ولما أخشى من الرد دافعاً، ولن تخيب سائلك، ولا ترد وسائلك.
اللهم هذا مقام العائذ بك من عذابك، والثائب إلى ثوابك، فنفرا غفرا، ورأبا لما أفرط فيه وأفرى، لن يجدي الأسف، بعد ركوب المعتسف، ولا الأرق، بعد الغرق، إلا بعفو من الكريم، عن مطالبة الغريم، ومحو ما سلف، والصفح عما اجترم واستلف.
اللهم اهد ضليلاً جار عن اللقم، واشف عليلاً موفياً عن السقم، طال