فانخلع من ملكه ولبس الأمساح وساح في الأرض، فلم يعلم أحد بمكانه، وهو الذي ذكره عدي بن زيد العبادي بقوله:
وتفكر رب الخورنق إذمأشرف يوماً وللهدى تفكير
سره حاله وكثرة ما يملكموالبحر معرضاً والسدير
فارعوى قلبه وقال: فما غبطة ... حيٍ إلى الممات يصير
وملك أنو شروان بعد أخاه المنذر بن امرئ القيس، الذي يقال له: ابن ماء السماء، وكانت أم المنذر من النمر بن قاسط، ويقال لها: ماء السماء، لجمالها، وكان أيضاً يقال لعامر بن حارثة الأزدي: ماء السماء، سمي بذلك لأن الناس كانوا إذا أقحطوا، أقام ماله مقام القطر.
والمنذر بن امرئ القيس هذا جد النعمان الأصغر ابن المنذر بن امرئ القيس، سمي بالنعمان الأكبر.
قوله: اللهم إني إليك تائب، ومن لم يتب من عبادك فهو خائب، توبة من يهضه الذنب، وأثقل منه الغارب والجنب، واستغفرك استغفار منيب هائد، إلى كل ما يسخطك غير عائد، قد اعترف، بما اقترف، ووجل مما عمل، فخجل، نادم من تلك الخطايا، وركوب تلك المطايا، التي اقتعد منها العشواء، فتابعت به الأهواء، حتى أوردته في المهالك، وسلكت به أضيق المسالك، فهو يتململ تململ السليم، ويتأوه تأوه المليم، كدابغة أديم ذي حلم، ومداوي ميت لا يحس بألم، كيف السبيل إلى الخلاص من الورطة، ودخوله باب حطه، لا خلاص إلا بالإخلاص، ولات حين مناص، لمن علق بشرك القناص، لو كظمت لما ظلمت،