وهم تأخذ النجواء منه ... يعل بصالب أو بالملال
والذنين: ما يسيل من الأنف.
وكانت الأكاسرة إذا مات الملك منهم وليس له ولد، وببعض نسائه حمل تركوا تاجه على بطن امرأته الحامل إلى أن تضع ولدها، ثم ملكوه عليهم، ولما هلك هرمز بن نرسا بن نهران الملك الفارسي، ولا ولد له، شق ذلك عليهم، فسألوا عن نسائه، فذكر لهم أن ببعضهن حملاً، فأرسلوا إليها: أيتها المرأة التي قد قاست الحمل، قد تعرف علامات الذكران وعلامات الأناث، فأعلمينا بالذي يقع عليه ظنك في بطنك، فأرسلت إليهم: إني أرى من نظارة لوني وتحرك الجنين في الشق الأيمن مع خفة الحمل ويسره ما أرجو أن يكون الجنين ذكراً! فاستبشروا بذلك وعقدوا التاج على بطن تلك المرأة، حتى وضعت غلاماً سموه سابور، وهم سابور ذو الأكتاف، وهو أعظم ملوكهم. وأقامت الوزراء يتولون تدبير الأمر والمملكة في حال صغره على انتشار عظيم، وضاع من ملكهم حتى طمع فيهم من يليهم من أعدائهم، وأوعثت العرب من عبد القيس وغيرهم في كثير من بلاد فارس، وأكثروا فيها الفساد.
فبينما سابور نائم ذات ليلة، وقد أثغر وأيفع إذا أنبهه ضجة الناس وأصواتهم