الحور العين (صفحة 256)

والثكم: الطريق الواضح.

والخشام: الجبل الطويل الذي له أنف.

والهبل: الثكل، يقال: هبلته أمه تهبله هبلاً، كما تقول: ثكلته تثكله.

وقوله: وفر من التشبيه ضرار، فلم ينجه الفرار، يعني: ضرار بن عمرو الذي تنسب إليه الضرارية.

وكان ضرار يقول: بفعل من فاعلين على الحقيقة، وإن الله تعالى خالق لأفعال عباده، وهم فاعلون لها على الحقيقة دون المجاز، وهو أول من ابتدع هذا القول وأحدثه.

وكان يقول: إن الله تعالى يدرك في المعاد بحاسة سادسة، وإن الجسم أعراض مجتمعة هي له أبعاض، وإن الأعراض يجوز أن تقلب أجساماً، وإن الاستطاعة بعض المستطيع.

وقوله: أو صح قول جهم بن صفوان في أفعال العباد، فلا ذنب للحاضر ولا الباد، إذ الفاعل عنده كشجرة حركت بالريح، صرح بالجبر أي تصريخ، أو صح قوله في فناء النار والجنة، إنهما لجاني الكبائر أحصن جنة.

أوصح قول المرجية في إخلاف الوعيد، فما أشبه الشقي بالسعيد، والعفو من الكريم المنان غير بعيد.

يعني: جهم بن صفوان الترمذي، وكان جهم خرج مع الحارث بن سريح ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقتل بمرو، قتله سلم بن أحور في آخر ملك بني أمية على شط نهر بلخ، وهو الذي تنسب إليه الجهمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015