وضرب منهم يقولون: بالجبر والتشبيه.
وخرجت المرجية على الحجاج بن يوسف الثقفي، مع عبد الرحمن بن الأشعث، حين قال الحجاج على المنبر: أيها الناس، أرسول أحدكم في حاجته أكرم أم خلفته في أهله؟ فقالوا: إنه كفر بذلك؛ وكان الشيعي فيمن خرج، وخرجت منهم الغيلانية مع يزيد بن الوليد الناقص على الخليع الكافر الوليد بن يزيد فقتلوه.
وسميت الحشوية: حشوية، لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي يدخلونها فيها وليست منها، وجميع الحشوية يقولون بالجبر والتشبيه.
وسميت العامة: عامة، لالتزامهم بالعموم، الذي اجتمع عليه أهل الخصوص، وهم الذين يقولون بالأصول ولا يعرفون شيئاً من الفروع، ويقرون بالله، وبرسوله، وكتابه، وما جاء به رسوله على الجملة، ولا يدخلون في شيء من الاختلاف.
وسميت القدرية: قدرية: لكثرة ذكرهم القدر، وقولهم في كل ما يفعلونه قدره الله عليهم.
والقدرية يسمون: العدلية، بهذا الاسم، والصحيح ما قلناه، لأن من أكثر من ذكر شيء نسب إليه، مثل من أكثر من رواية النحو، نسب إليه، فقيل: نحوي، ومن أكثر من رواية اللغة نسب إليها، فقيل: لغوي، وكذلك من أكثر من ذكر القدر، وقال في كل فعل يفعله: قدره الله عليه، قيل: قدري، والقياس في ذلك مطرد.
وسميت المعتزلة: معتزلة، لقولهم بالمنزلة بين المنزلتين، وذلك أن المسلمين اختلفوا في أهل الكبائر من أهل الصلاة.
فقالت الخوارج: هم كفار مشركون.
وقال بعض المرجية: إنهم مؤمنون لإقرارهم بالله ورسوله وبكتابه، وبما جاء به رسوله، وإن لم يعملوا به.