العالم من جنسه من الموت والشر، وكل واحد منهما معنى في نفس، ولون كل هو طعمه، وهو رائحته، وهو صوته، وهو شيء واحد، ودليلهم على قدمهما استحالة حدث شيء إلا من شيء قبله، ودليلهم على حياة النور: تنقل الشمس وحركتها، والظلام قائم بحاله.
وقالت المرقيونية - أصحاب يعقوب بن مرقيون - ثلاثة أشياء قديمة: شيئان نور وظلام، فالنور فاعل الخير، والظلام فاعل الشر، وثالت معدل بينهما ليس من جنسهما، وهما مصطلحان على فعله. وهم يرون النكاح وأكل اللحم، ويكرهون الذبيحة لما فيها من الألم.
وقالت الماهانية - أصحاب ماهان وهو فارسي الأصل -: بمثل مقالة المرقيونية، إلا أنهم وافقوا المانية في كراهية النكاح والذبائح.
وقال الصابؤن: شيئان قديمان: نور وظلام، فالنور عالم، والظلام جاهل، لأن النور يدخل على الظلام، ولا يدخل الظلام عليه، وذبحوا ونكحوا، وصاحبهم قابيل، وهو سرياني الأصل، وقيل إن الصابئين قوم يعبدون الملائكة، وقيل: إن الصابئين قوم يخرجون من دين إلى دين.
وقالت الصامونية: بمثل ما قاله الصابئين في النور والظلام، إلا أنهم خالفوا الصابئين في الذبائح والنكاح، وصاحبهم صامون، وهو سرياني الأصل.
وقالت الكنانية: الأصل ثلاثة: الماء والأرض والنار، ثم امتزجت هذه