الحور العين (صفحة 140)

يبقى الأزمنة، والحركة لا تبقى، فمحال أن يكون الحديث كالقديم، وإن النفس معنى سادس غير الحواس الخمس.

وقال بعض اليوناينة: أربع طبائع لم تزل، وخامس بخلافها، وفضاء، والفضاء عندهم ليس بجسم، وأنه مكان الأشياء، وأنه ليس بمعنى، وقالوا: بل حركات، على مثل مقالة أصحاب الجوهرة.

وقال بعض اليونانية الآخرون - وهم أصحاب الأسبطون -: بمثل مقالة بلعم بن باعور، إلا أنهم زعموا أن العالم لم يزل متحركاً بحركت لا نهاية لها، وادعوا ذلك من قبل أنهم أنكروا حدث شيء في العالم، وأنكروا أن تكون الحركة لها أول وآخر، لأنها لو كان لها أول وآخر، ثبت حدث العالم، لأنه غير منفك منها.

وقالت السمينة من الهند: العالم قديم كله، إلا أنهم لا يدرون أكان الإنسان قبل النطفة، أو كانت النطفة قبل الإنسان؟ لأنهم لم يروا إنساناً إلا من نطفة، ولا نطفة إلا من إنسان، ولا يدرون أيهما قبل صاحبه إلا ن لهما أولاً، وأن أحدهما مولد عن الآخر؛ وقالوا: لا موجود إلا ما وقعت عليه الحواس، وأنكروا الأعراض.

وقالت السوفسطانية: لا حقيقة للأشياء، وإنما هي خيالات، وليس لها صفات، ولا حالات متغايرات، ولا يقال: موجودة ولا معدومة، قياساً على ما يرى، ولا حقيقة له.

وقالت الشكاك: بإثبات الحواس، وزعم أنه محال أن يكون شيء إلا من شيء، مثل السنبلة، محال أن تكون إلا من الحبة والهواء والأرض والماء، واستحال أن يصور الشيء عندهم نفس، فقالوا: لا ندري، أقديمة أم محدثة؟ اختلاف الثنوية وقالت المانية - أصحاب ماني، وهو سرياني -: الأصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015