الحور العين (صفحة 127)

وأمرت لي بصحيفة مختومة ... يخشى علي بها حباء النقرس

ألق الصحيفة يا فرزدق إنها ... نكراء مثل صحيفة المتلمس

قوله وأب، أفرى وما رأب، يلقن وليده، تقليده، يلهم ابنه، افنه، فحفظ الآخر عن الأول، ما ليس عليه بمعول، وبعض على بعض زار، وهو مثقل من الأوزار، يرى ضده جاهلاً غبياً، ولو كان صديقاً أو نبياً، ويجعل مخالفه مخطياً، وعن اللحاق بالسوابق مبطياً، ويعد سكيته سابقاً مجلياً، لا لاحقاً مصلياً، ومجلى غيره فشكلاً، وجليه الواضح مشكلا، كل يداوي سقيماً من مقالته، فمن لنا بصحيح ما به سقم؟ غلبت على الفطن الأهواء، فكل جؤجؤ هواء، واستحسنت الأسواء، فالحسن وضده سواء، كل يؤسس على هار، ويصل الليل بلا نهار، قد صك بالعمى، صكة عمى، وشغف بالغي، شغف غيلان بمي، بذ الداء كل أس، وأعجز رد العضد من الآس، صمي لقد أغرب هاتف الحمام، وأتى لوي الكمد بإمام، أغتى من طرب، أم هتف لغير أرب، لعله فقد غلفاً، فرضع من مر الفراق خلفاً، فهو عروة الحمائم، ومرقشهن الهائم، أو فجع بهديل، موف على البديل، هلك بزعمهم في عصر نوح، وكل حمامة تؤبنه وتنوح، تأبين متمم لمالك، ومراثيه لأخيه الهالك، وعلم ربك ما في الصدور، وحم على الرضا والسخط كل مقدور.

أفرى، يقال: أفرى الرجل الشيء: إذا أفسده، وفراه: إذا أصلحه.

والرأب: الإصلاح، يقال: رأب الشيء يرأبه: إذا أصلحه.

والأفن: قلة العقل، والأفن: إحصاء ما في الضرع من اللبن، قال المخبل التميمي، ثم أحد بني قريع، واسمه الربيع بن ربيعة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015