أمّا الوضوح الذي بحث عنه درويش، تجلّى في الجزئية أدناه من القصيدة، حينما فتح كلّ الإشكالات "العولميّة" الراهنة على مصراعيها، وأبرز "الثمن" المدفوع لتلك الإشكالات: موتى، بلدوزرات، مستوطنات، رادارات، وغيرها من الرموز "الصارخة"، حتّى أوصلنا إلى تخوم "روما الجديدة"، وثوابت "إسبارطة"
الآيديولوجيّة، بكلّ حوافها التكنولوجيّة (!) ...
عمّا قليل
تُقيمون عالمكم فوق عالمنا:
من مقابرنا تفتحون الطريق
إلى القمر الاصطناعي.
هذا زمانُ الصناعات.
هذا زمان المعادن،
من قطعة الفحم،
تبزُغُ شمْبانيا الأقوياء ...
هنالك موْتى ومُستوطناتٌ،
وموْتى وبلدوزراتٌ، وموْتى ومستشفياتٌ،
وموْتى وشاشاتُ رادارٍ ترصُدُ موْتى
يموتون أكثر من مرّةٍ في الحياةِ،
وترصُدُ موْتى يعيشون بعد الممات،
وموْتى يُرَبُّون وحش الحضارات موْتا،
وموْتى يموتون
كي يحملوا الأرض فوق الرُّفات ...
إلى أين يا سيِّد البيض،
تأخُذُ شعبي، ... وشعبك؟
إلى أيِّ هاويةٍ يأخُذُ الأرض
هذا الروبوت المُدجّج بالطائرات
وحاملة الطائرات،
إلىِّ هاوية رَحْبَةٍ تصعدون؟