تعالَ لنقتسم الضوءَ في قوّةِ الظلِّ،

خُذْ ما تريد من الليل،

واترك لنا نجمتين

لندفن أمواتنا في الفَلَكْ

وخُذْ ما تريد من البحرِ،

واترُكْ لنا موجتين لصيد السمك

وخُذْ ذَهَبَ الأرض والشمس،

واترُكْ لنا أرض أسمائنا

(*) صراع أم حوار حضارات؟

وفي منعرج مهم، من تلك القصيدة الطويلة، قرأ محمود درويش مبكِّراً، ما يشاع حالياً من "صراع الحضارات" (كتاب صموئيل هنتنجتون)، أو حتّى "حوار الحضارات"، بعد اشتداد الأزمة، على الأصعدة الدينيّة والإنسانيّة، بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب. لهذا كان الشاعر الفلسطيني واضحاً، في هذه

الأسطر:

لكُم ربُّكُم ولنا ربُّنا،

ولكم دينُكُم ولنا دينُنا

فلا تدفنوا الله في كتبٍ

وعدتكم بأرضٍ على أرضنا

كما تدّعون،

خُذوا وردَ أحلامِنا

كيْ تروا ما نرى من فرحْ!

وناموا على ظلِّ صفصافِنا

كيْ تطيروا يماماً يماما

كما طار أسلافُنا الطيِّبون

وعادوا سلاماً سلاما

(*) "إسبارطة" الآيديولوجيّة والتكنولوجيّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015