ويؤخذ من هذه الرواية أن بدء اتصال اليون بالمسلمين كان بعد أن اجتازت حملة مسلمة إلى بلاد الروم متجهة نحو القسطنطينية، خلافاً لما رواه الطبري ومن وافقه1 من أن اليون جاء إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك لما هلك إمبراطور الروم فأخبره بذلك، وضمن أن يدفع إليه أرض الروم، فوجه معه مسلمة حتى نزل بالقسطنطينية.
وينسجم مع رواية ابن عساكر هذه ما رواه المسعودي 2، وصاحب العيون والحدائق3، والمقدسي4، وابن كثير5، عن وقت اتصال اليون بالمسلمين. ويستفاد أيضاً أن موافقة مسلمة بن عبد الملك ومن معه على قدوم اليون واستنصاحه كان وفقاً لأهوائهم ورغبتهم العاجلة في الفتح من غير نظر في عواقب موالاة الكفار وموادتهم، كما تنبه إليها ذلك الشيخ اللبيب الحازم مسلمة بن حبيب.
ويلفت النظر ذلك العدد الكبير الذي قدم به اليون (12 ألفاً) لماذا؟ هل هو لنصرة المسلمين؟ ! أليس الهدف من استصحابه الدلالة على الطريق والعورات والدلالة على ما فيه سبب الفتح6؟.
ويفصح النص بصراحة ووضوح عن الهدف الذي شارطهم عليه مقابل