(وَلما تسقينا سِجَال حروبنا ... سقيتهم سجلاً من الْمَوْت ناقعا)
(وَهل زِدْت أَن وفيتهم صَاع قرضهم ... فلاقوا منايا قدرت ومصارعا)
(فهاك بلادي إِنَّنِي قد تركتهَا ... مهاداً وَلم أترك عَلَيْهَا منازعا)
قَالَ عُثْمَان بن الْمثنى النَّحْوِيّ الْمُؤَدب قدم بعد الْوَقْعَة علينا عَبَّاس بن نَاصح قرطبة أَيَّام الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم فأستنشدني شعر الْأَمِير الحكم فِي الهيج فَأَنْشَدته إِيَّاه فَلَمَّا بلغت إِلَى قَوْله
(وَهل زِدْت أَن وفيتهم صَاع قرضهم ... فلاقوا منايا قدرت ومصارعا)
قَالَ عَبَّاس لَو أَن الحكم يخْشَى للخصومة بَينه وَبَين أهل الربض لقام بِعُذْرِهِ فيهم هَذَا الْبَيْت وَفِي رِوَايَة إِذا كَانَت الْخُصُومَة بَينه وَبَين أهل الربض أجبرته فَإِن هَذَا الْبَيْت ليحاجج عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة