المطلب الثاني البراهين والأدلة العقلية

إذا كان الماديون والطبيعيون والدهريون يتظاهرون بإنكار وجود الله -تعالى-، فإن من الحكمة في دعوة هؤلاء إلى الله -تعالى- أن تقدم لهم البراهين والأدلة العقلية القطعية في المسالك الآتية:

المسلك الأول: التقسيم العقلي الحكيم.

المسلك الثاني: العدم لا يخلق شيئا.

المسلك الثالث: الطبيعة الصماء لا تملك قدرة.

المسلك الرابع: الصدفة العمياء لا تملك حياة.

المسلك الخامس: المناظرات العقلية الحكيمة.

المسلك السادس: مبدأ السببية.

المسلك السابع: التفكر في المصنوع يدل على بعض صفات الصانع.

المسلك الأول: التقسيم العقلي الحكيم: يُستدل على كل من أنكر وجود الله -تعالى- وربوبيته بأمر لا يمكنهم إلا التسليم للحق والانقياد له، أو الخروج عن موجب العقل إلى الجنون والفطر المنحرفة، فيقال لكل من أنكر ذلك:

الأمور الممكن تقسيمها في العقل ثلاثة لا رابع لها:

1 - إما أن توجد هذه المخلوقات بنفسها صدفة من غير محدث ولا خالق خلقها، فهذا محال ممتنع تجزم العقول ببطلانه ضرورة، وتعلم يقينًا أن من ظن ذلك فهو إلى الجنون أقرب منه إلى العقل؛ لأن كل من له عقل يعرف أنه لا يمكن أن يوجد شيء من غير موجد ولا محدث، فلا بد لكل حادث من محدث، ولا سبيل إلى إنكار ذلك، فإن وجود الشيء من غير موجد محال وباطل بالمشاهدة والحس والفطرة السليمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015