والهند، واليمن، وغير ذلك من البلدان، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم عليهم الحجج، ويذكِّرهم ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع (?).
واصل الشيخ ليله ونهاره في نشر الدعوة، والوعظ والتدريس، وكتابة الرسائل العلمية المدعومة بالأدلة من الكتاب والسنة، وبالحجة والبرهان، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ولم يبدأ أحدًا بالعدوان، ورعًا منه، وأملًا في أن يهدي الله الضالين، إلى أن حكموا عليه وعلى أتباعه بالكفر، وأباحوا دماءهم وأموالهم، ولم يُثْبِتُوا دعواهم بحجّة من كتاب ولا سنة، مع رفضهم لعقيدة التوحيد، وعدم قبولها، ونصرهم الشرك وأهله (?).
7 - آخر مواقف الحكمة: الجهاد بالسيف والسنان: بعد أن بدأ أعداء التوحيد بتكفير الشيخ وإهدار دمه ومن تبعه، وبعد أن بين لهم الشيخ نواقض الإسلام بأدلتها من الكتاب والسنة (?) فأعرضوا عن ذلك كله وكذبوا به، ورفضوا التوحيد، وحينئذ يكون آخر الطب الكي، فأمر الشيخ بالجهاد لمن عادى أهل التوحيد وسبه وسب أهله، ولم يَنْقَدْ لشرع الله، ولم تنفع فيه الآيات البينات.
واستمرت الحروب سنين عديدة، وكان النصر -بإذن الله- حليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود، فكانت القرى والعشائر تسقط واحدة تلو الأخرى بيده، فنشر الله الدعوة وأظهرها