لماذا إنكار المنكر؟ وهل الأمر بالمعروف لا يحتاج إلى حكمة؟ ليس الأمر كذلك، ولست في بيان الأمور التي تحتاج إلى الحكمة، وإنما المراد هو الإشارة إلى ما يفتقر إلى الحكمة من حيث الواقع، والمشاهد أن الإخلال بالحكمة في النهي عن المنكر أعظم من الإخلال بها عند الأمر بالمعروف.
وكذلك فإن ضوابط إنكار المنكر قد تخفى على الكثيرين، أكثر من خفاء ضوابط الأمر بالمعروف.
وخلاصة القول: إننا بحاجة إلى الحكمة عند الأمر بالمعروف، ولكننا أشد حاجة إليها عند إنكار المنكر.
لأنه لا بد من مراعاة قاعدة المصالح والمفاسد، وقاعدة سد الذرائع، وغيرهما من القواعد الشرعية. والإخلال بالحكمة له آثاره التي لا تخفى، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (البقرة: من الآية 269) .