(فقد مزقته بعد كل ممزق ... فَلم تبْق مِنْهُ جثة وإهاب)

(وَلَيْسَ اغتراب الدّين إِلَّا كَمَا ترى ... فَهَل بعد هَذَا الإغتراب إياب)

(فيا غربَة هَل ترتجى مِنْك أوبة ... فَيجْبر من هَذَا البعاد مصاب)

(فَلم يبْق للراجي سَلامَة دينه ... سوى عزلة فِيهَا الجليس كتاب)

(كتاب حوى كل الْعُلُوم وَكلما ... حواه من الْعلم الشريف صَوَاب)

(فَإِن رمت تَارِيخا رَأَيْت عجائبا ... ترى آدما إِذْ كَانَ وَهُوَ تُرَاب)

(ولاقيت هابيلا قَتِيل شقيقه ... يواريه لما أَن رَآهُ غراب)

(وتنتظر نوحًا وَهُوَ الْفلك إِذْ طَغى ... على الأَرْض من مَاء السَّمَاء عباب)

(وَإِن شِئْت كل الْأَنْبِيَاء وَقَوْلهمْ ... وَمَا قَالَ كل مِنْهُم وَأَجَابُوا)

(ترى كل مَا تهوى وَفِي الْقَوْم مُؤمن ... وَأَكْثَرهم قد كذبوه وخابوا

(وجنات عدن حورها وَنَعِيمهَا ... وَنَارًا بهَا للْمُشْرِكين عَذَاب)

(فَتلك لأرباب التقاء وَهَذِه ... لكل شقي قد حواه عِقَاب)

(وَإِن ترد الْوَعْظ الَّذِي إِن عقلته ... فَإِن دموع الْعين عَنهُ جَوَاب)

(تَجدهُ وَمَا تهواه من أَي مشرب ... فللروح مِنْهُ مطعم وشراب)

(وَإِن رمت إبراز الْأَدِلَّة فِي الَّذِي ... تُرِيدُ فَمَا تَدْعُو إِلَيْهِ تجاب)

(تدل على التَّوْحِيد فِيهِ قواطع ... بهَا قطعت للملحدين رِقَاب)

(وَمَا مطلب إِلَّا وَفِيه دَلِيله ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ للذكي حجاب)

(وَفِيه الدَّوَاء من كل دَاء فثق بِهِ ... فوَاللَّه مَا عَنهُ يَنُوب كتاب)

(وَفِي رقية الصحب اللديغ قَضِيَّة ... وقدرها الْمُخْتَار حِين أَصَابُوا)

(وَلَكِن سكان البسيطة أَصْبحُوا ... كَأَنَّهُمْ عَمَّا حواه غضاب)

(فَلَا يطْلبُونَ الْحق مِنْهُ وَإِنَّمَا ... يَقُولُونَ من يتلوه فَهُوَ مثاب)

(فَإِن جَاءَهُم فِيهِ الدَّلِيل مُوَافقا ... لما كَانَ للآبا إِلَيْهِ ذهَاب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015