جزاهم الله تَعَالَى على صنيعهم عَنَّا وَعَن جَمِيع الْمُسلمين جَزَاء وفَاقا وسقاهم من الرَّحِيق الْمَخْتُوم كأسا دهاقا ورقنا وَجَمِيع المتبعين اتِّبَاع طريقهم الْحق وسلوك منهاجهم الصدْق على وَجه الْإِنْصَاف وجنبنا وَجُمْلَة الْمُسلمين عَن الزيغ والزلل والتعصب والتقشف والضلالة والإعتساف وَالله ولي التَّوْفِيق وَقد بدا لي أَن أختم هَذَا الْفَصْل المستطاب بِذكر قصيدة بديعة نظمها الْمولى الإِمَام تَاج الْمُسلمين وَالْإِسْلَام مُحَمَّد بن اسماعيل الْأَمِير رَحمَه الْقَدِير فِي الْحَث على الْعَمَل بِالسنةِ وَالْكتاب تتميما للْكَلَام وتقريعا للطغام وَللَّه دره وعَلى الله أجره فقد أَتَى فِيهَا بالعجب العجاب وَأدْخل جنَّات الْفَوَائِد من كل بَاب وَهِي هَذِه القصيدة
(أما آن عَمَّا أَنْت فِيهِ متاب ... وَهل لَك من بعد البعاد إياب)
(تقضت بك الْأَعْمَار فِي غير طَاعَة ... سوى عمل ترضاه وَهُوَ سراب)
(فللعمل الْإِخْلَاص شَرط إِذا أَتَى ... وَقد وافقته سنة وَكتاب)
(وَقد صين عَن كل ابتداع وَكَيف ذَا ... وَقد طبق الْآفَاق مِنْهُ عباب)
(طَغى المَاء من بَحر ابتداع على الورى ... فَلم ينج مِنْهُ مركب وركاب)
(وطوفان نوح كَانَ فِي الْفلك أَهله ... فأنجاهم والكافرون تباب)
(فَأنى لنا فلك يطير وليته ... يطير بِنَا عَمَّا نرَاهُ غراب)
(وَأَيْنَ إِلَى أَيْن المطار وَكلهَا ... على ظهرهَا يَأْتِيك مِنْهُ عُجاب)
(نسائل من دَار الْبِلَاد سياحة ... عَسى بَلْدَة فِيهَا هدى وصواب)
(فيخبر كل عَن عجائب مَا رأى ... وَلَيْسَ لأَهْلهَا يكون متاب)
(لأَنهم عدوا قبائح فعلهم ... محَاسِن يُرْجَى عِنْدهن ثَوَاب)
(كقوم عُرَاة فِي ذرى مصر مَا علا ... على عَورَة مِنْهُم هُنَاكَ ثِيَاب)
(ويدورون فِيهَا كاشفي عوارتهم ... تَوَاتر هَذَا لَا يُقَال كَذَّاب)
(يعدونهم فِي مصرهم فضلاؤهم ... دعاؤهم فِيمَا يرَوْنَ مجاب)
(وَفِي كل مصر مثل مصر وَإِنَّمَا ... لكل مُسَمّى والجميع ذياب)
(ترى الدّين مثل الشَّاة قد وَثَبت لَهُ ... ذياب وَمَا عَنهُ لَهُنَّ ذهَاب)