لَو كَانَ مُوسَى حَيا لما وَسعه إِلَّا اتباعي فَلم يوسعه عذرا فِي الْكتاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نورا فَمَا ظَنك بِمَا وَضعه المتخبطون فِي ظلام الشَّك وافتروا فِيهِ كذبا وزورا فيا لله للعقول المنحرفة غرقت فِي بحار ضلال الفلسفة نظم
(وَمَا الْعلم إِلَّا فِي كتاب وَسنة ... وَمَا الْجَهْل إِلَّا فِي كَلَام ومنطق)
(وَمَا الْخَيْر إِلَّا فِي سكُوت بحسبة ... وَمَا الشَّرّ إِلَّا فِي كَلَام ومنطق)
وَيُؤَيّد ذَلِك مَا قَالَ الإِمَام النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم حثا على عُلُوم الحَدِيث وأهم أَنْوَاع الْعُلُوم تَحْقِيق معرفَة الْأَحَادِيث النبويات أعنى معرفَة متونها صحيحها وحسنها وضعيفها ومتصلها ومرسلها ومنقطعها ومضلها ومقلوبها ومشهورها وغريبها وعزيزها ومتواترها وآحادها وأفرادها ومعروفها وشاذها ومنكرها ومعللها ومدرجها وناسخها منسوخها وخاصها وعامها ومجملها ومبينها ومختلفها وَغير ذَلِك من أَنْوَاعهَا المعروفات وَمَعْرِفَة علم الْأَسَانِيد أَعنِي معرفَة حَال رجالها وصفاتها الْمُعْتَبرَة وَضبط أسمائهم وأنسابهم ومواليدهم ووفياتهم وَغير ذَلِك من الصِّفَات وَمَعْرِفَة التَّدْلِيس والمدلسين وطرق الِاعْتِبَار والمتابعات وَمَعْرِفَة حكم اخْتِلَاف الروَاة فِي الْأَسَانِيد والمتون والوصل والإرسال وَالْوَقْف وَالرَّفْع وَالْقطع والإنقطاع وزيادات الثِّقَات وَمَعْرِفَة الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ واتباعهم وَاتِّبَاع اتباعهم وَمن بعدهمْ وَغير مَا ذكرته عَن علومها المشتهرات وَدَلِيل مَا ذكرته أَن شرعنا مَبْنِيّ على الْكتاب