معنى " لا إله إلا الله " و " لا حول ولا قوة إلا بالله " هي من معنى " لا إله إلا الله " و " الحمد لله " في معناها، و " سبحان الله والله أكبر " من معناها، لكن فيها تفصيل بعد إجمال.
فصل
وقد ظن بعض المتأخرين: أن معنى قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ} أي فمن نفسك؟ وأنه استفهام على سبيل الإنكار. ومعنى كلامه: إن الحسنات والسيئات، كلها من الله لا من نفسك.
وهذا القول يباين معنى الآية، فإن الآية بينة أن السيئات من نفس الإنسان.أي بدونه، وهؤلاء يقولون: ليست السيئات من نفسه.
وممن ذكر ذلك: أبو بكر بن فورك. فإنه قال: معناه: أفمن نفسك؟ يدل عليه قول الشاعر:
ثم قالوا: تحبها؟ قلت: بهرا ... عدد الرمل والحصى والتراب
قلت: وإضمار الاستفهام - إذا دل عليه الكلام - لا يقتضي جواز إضماره في الخبر المخصوص من غير دلالة، فإن هذا يناقض المقصود. ويستلزم أن كل من أراد أن ينفي ما أخبر الله به يقدر أن ينقيه، بأن يقدر في خبره استفهاما.ويجعله استفهام إنكار.
وهذا من جهة العربية نظير ما زعمه بعضهم في قول إبراهيم عليه السلام: {هَذَا رَبِّي} أهذا ربي؟